محمد هاشم
30 يونيو.. يومٌ وُلِد فيه الشعب
رائحة الموت تفوح في كل مكان، رعب داخل البيوت، إهمال واستهتار، لا أحد يعرف مصيره، الدولة تائهة، المؤسسات تئن وتبكي، على ما كانت عليه من عزها ومجدها، هيبة الدولة في خطر، لا صوت يعلو فوق صوت غوغاء جماعة الإخوان الإرهابية التي سيطرت على مقاليد البلاد وأرزاق العباد.
ميليشياتها وصعاليكها انتشروا، وعلا صوتهم وظهرت الخلايا الإرهابية النائمة، والشعب لا يجد من يحنو عليه، البسطاء عجزوا عن قضاء حوائجهم، في ظل عجرفة الجماعة الإرهابية، هنا قتال على أسطوانات البوتاجاز وسقوط قتلى وضحايا في طوابير الخبز، هناك انقطاع للتيار الكهربائي، العصابات نشطت، وعمليات السطو المسلح زادت، أن تسمع أو تقرأ خبر جريمة قتل فهو شيء طبيعي معتاد، الأمن بالتأكيد لم يكن في أفضل حالاته.
حتى جاء الفرج وولد الشعب من جديد وتنفس الناس الصعداء وانجلى الظلام الحالك وعمت الفرحة الميادين بثورة 30 يونيو، ونزل الشعب إلى الطرقات والشوارع وحمل الأطفال الأعلام، وهلل الناس وعادت البسمة- التي كانت ضائعة- إلى وجوه بسطاء الشعب، وشارك جميع طوائف الشعب ونزلوا إلى الميادين وقالوا كلمتهم: لا للإرهاب، لا لأخونة الدولة، لا لسرقة مقدرات الوطن والصعود على دماء الشهداء.
وتحضرني الأغنية التي كنت أنا أرددها مع أصدقائي في ثورة 30 يونيو المجيدة (حمدا لله على السلامة يا مصر وحشتينا بأمانة يا مصر) كل شيء له لون آخر ورونق آخر.. عادت مصر المختطفة إلى أحضان الشعب.
تحولت الدولة المصرية من حطام على أيدي الجماعة الإرهابية إلى دولة عصرية حديثة في عهد الرئيس السيسي.
شاهدنا مشاريع عملاقة، من مساكن للشباب، ومزارع سمكية، وصفقات سلاح تقنية مثل رافال وميسترال، والغواصات الألمانية والمشاريع والاكتشافات البترولية والطرق والكباري والبنية التحتية، والعاصمة الإدارية الجديدة التي أسست على طراز حديث، ومشاريع لا تسعها هذه السطور وعلى رأسها تعافي الجهاز الأمني وعودة الأمن والأمان.
وتحيا مصر رغم أنف المعتدين والحاقدين والحاسدين.